برنامج على خطى العرب بدأ من كاميرا الايفون

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
من قلب الجزيرة العربية، من الرياض، انطلقت قافلة "على خطى العرب"، البرنامج الوثائقي الذي أنتجته قناة "العربية"، ليقود الدكتور عيد اليحيى فريقا قطع أكثر من 24 ألف كلم، ويسجل رصداً تاريخياً لأكثر المواقع شهرة عبر التاريخ العربي.
وعند كل ممر ذكره في شعر المعلقات، كان عيد يزيح الغبار عن تاريخ عميق وكنوز تاريخية احتضنتها جغرافية المملكة العربية السعودية. فالرحلة، رغم صعوبة تضاريسها، ومواقعها، وهضابها، لم تنل من عزيمة العاشق للتراث وللتاريخ.
وفي حديثه لـ"العربية.نت"، أكد الدكتور اليحيى أن "على خطى العرب" هو رحلة ثقافية في وجدان الأدب والآثار لأهم المواقع المعروفة، هو بالفعل أدخل الحماسة في عالم الآثار بالصوت والصورة، وقف على الأطلال وأطلق صيحات الشعر بكلمات مثقلة بإرث ثقافي عميق.
من الرياض إلى وديان وجبال
أما الرحلة فقد انطلقت من الرياض إلى جنوب وادي الدواسر ومملكة كندة، إلى جبال القهر جنوب غرب تثليث، وإلى وادي طلحام في يدمة لنجران، ومن ثم إلى شمال غرب إلى بيشة، ومجامع الهضب، وإلى جبال عسير، ومنها غرباً إلى الشمال الشرقي، لتؤكد أن هذه الأرض "كنز جيولوجي" فريد من نوعه.
واستمرت الرحلة شمال تيماء، مروراً بحائل والقصيم، ومن ثم إلى الرياض التي كان منها المنطلق، وبعدها إلى ساحل الخليج العربي إلى المنطقة الشرقية.
وكشف الدكتور اليحيى أن مخيم قافلة "على خطى العرب" تعرض لمهاجمة ثعبان، فتم القضاء عليه، وتابع قائلاً: "في الصحراء حيث لا أحد، سمعنا أصوات الذئاب، وفي الرحلة الممتدة لشهرين من التصوير قد لا نجد أحيانا ماءً للاستحمام".
وعن رؤيته لـ"على خطى العرب"، قال عيد: "إنه عمل يريد أن يوثق الهوية الوطنية عبر سبر أعماق التراث والثقافة، فهناك من ساهم من المستشرقين في تشويه أو تغييب هذا التراث، إما عبر التشكيك أو عبر الإهمال"، مضيفاً "نحن أيضاً مهملون. البعض صاغ لنا تاريخاً من 5 قرون ماضية فارغة من محتوى التراث العربي الأصيل. لقد شككوا في "المعلقات" وأن امرؤ القيس لم يكتبها، ولأن طه حسين تأثر بأستاذه "مرجليوث" فشكك طه حسين بدوره في الشعر الجاهلي. فكيف تنفي هذه الحقائق وأنت لم تذهب إلى هذه الأمكنة".
وأضاف: "لقد رسم هؤلاء الشعراء حقائق وخرائط حقيقية عن جزيرة العرب مازالت باقية حتى اليوم"، مشيراً بحسرة "لقد وجدت في هذه الأماكن تاريخاً مهملاً. وجدنا "كنوزاً. أنا لم أحقق سبقاً في هذه المواقع. لقد سبقني إليه عدد من الذين اعتمدوا المنهج العلمي، من الهمداني وياقوت الحموي، إلى البلدانيين المحدثين، مثل ابن بليهد وابن جنيدل وحمد الجاسر وعبدالله بن خميس".
أما في بحثه عن رحلة "خطى العرب"، شدد الباحث والمعد عيد اليحيى على أهمية أن تلعب الأنثروبولوجيا دوراً في صياغة الهوية الوطنية، فقال: "إننا عبر استحضار هذا التراث وهذا الشعر، نصنع الهوية والولاء الوطني، فعبر إناء اللغة ومبادئ الحضارة تكتمل شخصيتنا، فالتاريخ هو التاريخ. كما لا يمكن أن تفصل الثقافي عن الاقتصادي، فهي كتلة واحدة"